لعاب الرياضية
أولا : بيان معنى الألعاب لغة :
اللعب في اللغة : ماليس بجد ، فهو امر فطري يتجه إليه الإنسان منذ صغره
بأشكال مختلفة ومتباينة ، وهو في أذهان الكثير من الناس ينصرف إلى أمر لا يرتبط
بالجديه سواء أكان فعلا ً او قولا ً.
جاء في القاموس المحيط : لَعِبَ ، كَسَمِعَ ، لَعْبا َ ، لَعِبا َ ، ولِعبا
َ ، وتَلْعابا ً ، ولَعَّبَ ، تَلَعَّبَ ، وتَلاعبَ: ضِدَّ جَد َّ .
واللعبة ُ بالضم : التمثالُ ومايُلعَبُ به كشطرنج ونحوه ، والأحمق يُسخَرُ
به ، ونوبة ُ اللعِب ... ورجل ٌ لعبة ٌ ن بالضم : يُلعب ُ به .
من خلال هذا يعلم ان اللعب ينصرف إلى امر يخالف الامور الجاده عادة وجاء في
مختار الصحاح : اللعِبُ معروف ٌ و اللعْب ُ مثله ... وتَلَعَّبَ أي لعب مرة بعد
أخرى .
وقد وردت كلمة اللعب ومشتقاة كلمة لعب في القران الكريم عشرين مرة الغبها
في موضع الذم وبالذات في ذم الدنيا ومن أمثلة ذلك :
1/ قوله تعالى :{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا
يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }الزخرف83
فمعنى ويعلبوا أي : في دنياهم فإن ما هم في من الأقوال والأفعال ليست إلى
من باب الجهل واللعب يقال لعب فلان إذا كان فعله غير قاصد مقصدا ً صحيحا ً ..
فخلوا أفعالهم من المقصد النافع الصحيح المفيد ، يدل على أن افعالهم تتصف
باللعب فخلوا أفعالهم من المقصد النافع الصحيح المفيد ، يدل على أن افعالهم تتصف
باللعب إذا لا فائدة منها .
2/ قال تعالى : {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا
ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }الأعراف98
جاء في التفسير : وهم يلعبون أي في حال شغلهم وغفلتهم وجاء فيه ايضا ً :
وهم يلعبون أي يلهون من فرط الغفلة في مالا ينفع ، أو يشتغلون بما لا ينفعهم من
أمور الدنيا ، فإن من اشتغل بدنياه وأعرض عن اخرته فهو كاللاعب فاللعب مايشغل عما
ينفع ، أو مايجعل الإنسان غافلا ً عما ينفع من الأعمال .
3/ قوله تعالى : {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ } .
الانعام ايه 32
فتوصف الدنيا باللعب لما فيها من اشتغال عن الحق ، فاللعب هو : ما يشغل
النفس وينفرها عما تنتفع به .
4/ قال تعالى : {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا
لَهُ لَحَافِظُونَ }يوسف12
فاللعب في هذه الآيه أي ماتحدثت عنه من اللعب هو المعنى المقصود المتعارف
عليه عند الناس لـ ( اللعب ) : وهو الفعل الذي إذا عمله الإنسان يقال له ( لاعب )
، أو إذا أراد الإنسان أن يلهو يبعد عن الجد بعمل ما فإنه يمارس ( اللعب ).
قال الإمام الطبري في معناها : من قولهم رتع فلان في ماله . إذا لها فيه
ونعم أنفقه في شهواته حدثني احمد بن يوسف قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا حجاج عن
هارون قال : كان ابو عمرو يقرأ : نَرْتَعْ ونَلْعَبْ بالنون . قال: فقلت لأبي عمرو
: كيف يقولون نلعب وهم أنبياء ؟ قال : لم يكونوا يومئذ أنبياء .
حدثني محمد بن سعد قال :حدثني أبي قال : حدثني أبي عن أبيه , عن ابن عباس
قوله : ارسله معنا غداً يرتع ويلعب : يقول : يسعى وينشط .
قال ابن عباس :يرتع ويلعب , قال : يلهو وينشط ويسعى .
عن قتادة قوله : أرسله معنا غداً يرتع ويلعب , قال : ينشط ويلهو .
عن الضحك قوله : يرتع ويلعب قال :
يتلهى ويلعب . فقد جاء اللعب في الآية : دالاً على طلب النشاط باللهو
والحركة , ثم إن في اللعب الخروج عن مقتضى الجد من الأعمال , لذا جاء سؤال هارون لأبي
عمرو على وجه التعجب : بقوله : كيف يقولون نلعب وهم أنبياء ؟ إذ ليس من عادة وشأن
الأنبياء اللعب .
وكذا نقل ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة والضحاك و السدي
وغيرهم في معنى قوله تعالى :يرتع ويلعب أي :: يسعى وينشط .
وقال الإمام النسفي :ويلعب : ونلعب تفرج بما يباح كالصيد والرمي والركض .
فاللعب فعلٌ فيه فسح في للنفس وراحة بفعل تلهو به النفس وترتاح من عمل الجد .
وقال القاضي أبو السعود : ويلعب بالاستباق و التناضل ونظائرهما مما يعد من
باب التأهب للغزو , وإنما عبروا عن ذلك بالعب لكونه على هيئته تحقيقاً لما راموه
من استصحاب يوسف عليه السلام بتصويرهم له إذ اللعب في بصورة ما يلائم حاله عليه
السلام . فقد أخرج ما يستعان به على الغزو من حقيقة معنى اللعب , إذ اللعب في
معناه الحقيقي يدل على ما يتلهى يه مما لا ينفع في امور الجد كالغزو .
وقد فسر الإمام ابن الجوزي اللعب في الآيه باللهو , ولم ينكر يعقوب عليه
السلام على بنيه لكونهم غبر أنبياء, وقيل : لأن لعبهم كان مباحاً .
وجاء في تفسير اللعب : أي نعمل ما تشتهي الأنفس من المباحات تاركين
الجد,وهو كل ما فيه كلفة , ومشقة , فإن ذلك له سارّ وقال الإمام الألوسي : ويلعب ,
بالإستباق والإنتضال ( الرماية) ونحوهما مما يتدرب به لقتال العدو , وليس الماد
لعب ولهو , وإلا لم يقر عليه يعقوب عليه السلام وإنما عبروا عن ذلك به لكونه على
هيئته تحقيقاً لما راموه من استصحاب يوسف عليه السلام بتصويرهم له بصورة ما يلائم
حاله عليه السلام من صغر السن .
فالمتأمل في هذه المعاني , يجد أن اللعب يقصد به السعي والنشاط , وانه ضد
الجد وما ينفع من الأعمال غالباً , ومما يشغل عن الحق وما يفيد الإنسان في معايشه
.
وقد ورد لفظ اللعب في الحديث الشريف بما يدل عليه من معنى لغوي , ومن امثلة
ذلك : ما روي عن عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبدالله وجابر بن عمير
الأنصاريين يرميان فقال أحدهما لصاحبه : سمعت رسول الله صلى الله علي وسلم يقول :
كل شيءٍ ليس فيه ذكر الله فهو لعب ولهو إلا أربع : ملاعبة الرجل امرأته , وتأديب
الرجل فرسه , ومشيه بين الغرضين ( ما يرمي علي بالسهام ) , وتعليم الرجل السباحة .
فقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم لفظ اللعب واللهو , وبين أن ما ليس فيه
ذكر الله تعالى أو فائدة تعود على المسلم في دينه ودنياه فذلك لعب .
ثانياً : بيان معنى الرياضة لغة : الرياضة في اللغة ترويض الإنسان نفسه
وجسده لاكتساب صفات جديدة , تقوية للنفس أو الجسد .
والرياضة مأخوذة من الفعل ( راض ) ؛ جاء في القاموس المحيط : .. وراض المهر
رياضاً : ذلَّلَّه , فهو رائض , من راضةٍ ورُوّاض . وارتاض المهر : صار مروضاً ..
وراوضه : داره .
يعلم من هذا , أن الرياضة مكتسبة من تذليلٍ وتعلمٍ لأمر غير ملازم للإنسان
أو الحيوان ونحوهما بالفطرة أو أصل الخلقه , والله تعالى أعلم .
وذكر الرازي أن أصل الرياضة مأخوذ من ( روض ) , جاء في مختار الصحاح ..
وراض المهر يروضه , ( رياضاً ) , و ( رياضة ) فهو مروض ٌ . وناقة ( رَيِّضٌ
)بالتشديد أول ما ريضت وهي صعبة بعد .. ويقال أفعل ذلك ما دامت النفس ( مستريضة )
متسعة طيبة . وفلان ( يراوض ) فلاناً على أمر كذا أي يداريه ليدخله فيه . وعلى ذلك
, فإن الرياضة فيها تهذيب للنفس وتعويد لها على غير ما تعودت عليه أو انطبعت عليه
, ففيها اكتساب لا يأتي إلا بالمداراة والتدريب ونحو ذلك . وعليه, فالألعاب
الرياضية لغة: ترويض النفس باللعب تاريخ الرياضة منذ نشأتها
في العصور الماضية الطويلة لتطور البشرية اعترى مفهوم التربية الرياضية
الكثير من التغيرات ، وقد لعبت الكثير من المتغيرات والمعتقدات الدينة والثقافية
والفلسفات السياسية و الدراسات النفسية والبحوث العلمية والسلوكية دورا كبيرا في
تطوير مفهوم التربية الرياضية وكل مجتمع وله ظروفه الخاصة وهذا جانب من الأحداث
التاريخية لمفهومها :
أولا : التربية الرياضية في العصر البدائي :
التربية الرياضية بطبيعة الحال ليست مبتدعة بل قديمة قدم الإنسان ، ولم تكن
العصور الأولى تفكر في التربية الرياضية بالتفكير الموجود الآن ، هذا مع وجود
أنواع عديدة من التربية في عهدهم فقد كانت هذه الأنشطة من نظام أعمالهم اليومية ،
ويمكننا القول أن الإنسان الأول مارس التربية الرياضية بطريقة مباشرة و غير مباشرة
.
ثانيا : في العصور القديمة :
مما لا شك فيه أن الشرق الأقصى وبلاد البحر الأبيض هي من رفعت رايات
المدنية والتقدم وسوف نتناول بعض الدراسات في الدول العربية من جهة التربية
الرياضية :
أ - التربية الرياضية في الصين
بلاد الصين ذات وضع جغرافي ومناعة ولا توجد لها طموحات عسكرية كما هو الحال
مع جاراتها ولم تتصل بالعالم .
وقد كانت عبادة الأسلاف جزأ من حياتها الدينية ، والحرص على العادات
والتقاليد ، وبالرغم من الفلسفة التي كانت فيها توجد بعض الأدلة على وجود أنواع
مختلفة من الرياضات الموجودة حاليا كالمصارعة والملاكمة و البولو وشد الحبل
والألعاب المائية وكرة الطائرة والرقص والموسيقى والرماية بالنبال ولعبة ( تشي وي
إن ) وهي شبيهة القولف في كثير من النواحي ، وبطبيعة الحال فإن الصين هي بلد لعبة
( الكونج فو ) وهي تمرينات علاجية غرضها حفظ لياقة الجسم .
ب – في الهند القديمة
الهند القديمة تشبه الصين في كثير من النواحي ، وبالرغم من النواهي التي
كانت من تعاليم بوذا بالامتناع عن ممارسة الألعاب والتمتع بالنشاط البدني توجد
أدلة على أنها مارست ألعاب مثل الرشاقة وركوب الخيل والأفيال التي هي من ميزاتها
إلى الوقت الحالي ، والمصارعة الرقص وكان نظام (اليوجا) فريد من نوعه يشمل تمرينات
القوام والتنفس المنظم ، وكان على كل من يرغب ممارسة هذا النظام أن يتبع برنامجا
يشمل على 84 وضعا مختلفا للقوام ، وكلمة اليوجا تعني "اتحاد روح الإنسان
بالآلهة" .
ج – في مصر القديمة
اهتم المصري القديم بالرياضة باعتبارها جزأ من تعاليم دينه ، والآثار
القديمة للمصريين تثبت أنهم من أوائل الممارسين لكثير من الألعاب المعروفة الآن .
ويقال أن التربية الرياضية بمفهومها الحالي لم تكن في منهاج المدرسة
المصرية ، ولم تكن للدولة سياسة تجاهها ، بل يستمدها من حياته وأن ممارسيها من
أبناء الطبقة الفنية .
د – في بلاد فارس
كانت بلاد حربية وتسعى لبناء إمبراطورية عن طريق الاعتداء ومن المتبع في
بلاد فارس واعتبار الأولاد من سن السابعة ملكاً للدولة ، وفيما بين السابعة
والخامسة عشرة من العمر كان الأولاد يتلقون المبادئ الأساسية للتربية البدنية
والتربية العسكرية التي يحتاجها الجندي للقيام بأعبائه ، ويستمرون حتى سن الخمسين
وهكذا تمتعوا بالقوة القدرة القتالية .
هـ – في بلاد الإغريق
هو العصر الذهبي للتربية الرياضية على اعتبارهم بذلك ، فلقد حاولوا بلوغ
الكمال الجسماني وتعتبر التمرينات والموسيقى مهمة لذلك .
وكانت تقام مهرجانات كل أربع سنوات وذلك تقديسا للإله الأعظم ( زيوس ) في
منطقة البلوبونيزا إبتداء من عام 776 ق م ، وكانت تستغرق خمسة أيام وكانت
المسابقات الرياضية هي عماد تلك المهرجانات .
ولتكونها من عدة دويلات مستقلة كل منها بذاتها ،كان له
الأثر في مفهوم التربية عند كل دويله وأبرزها دويلتا أسبرطه وأثينا .
أولا : بيان معنى الألعاب لغة :
اللعب في اللغة : ماليس بجد ، فهو امر فطري يتجه إليه الإنسان منذ صغره
بأشكال مختلفة ومتباينة ، وهو في أذهان الكثير من الناس ينصرف إلى أمر لا يرتبط
بالجديه سواء أكان فعلا ً او قولا ً.
جاء في القاموس المحيط : لَعِبَ ، كَسَمِعَ ، لَعْبا َ ، لَعِبا َ ، ولِعبا
َ ، وتَلْعابا ً ، ولَعَّبَ ، تَلَعَّبَ ، وتَلاعبَ: ضِدَّ جَد َّ .
واللعبة ُ بالضم : التمثالُ ومايُلعَبُ به كشطرنج ونحوه ، والأحمق يُسخَرُ
به ، ونوبة ُ اللعِب ... ورجل ٌ لعبة ٌ ن بالضم : يُلعب ُ به .
من خلال هذا يعلم ان اللعب ينصرف إلى امر يخالف الامور الجاده عادة وجاء في
مختار الصحاح : اللعِبُ معروف ٌ و اللعْب ُ مثله ... وتَلَعَّبَ أي لعب مرة بعد
أخرى .
وقد وردت كلمة اللعب ومشتقاة كلمة لعب في القران الكريم عشرين مرة الغبها
في موضع الذم وبالذات في ذم الدنيا ومن أمثلة ذلك :
1/ قوله تعالى :{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا
يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }الزخرف83
فمعنى ويعلبوا أي : في دنياهم فإن ما هم في من الأقوال والأفعال ليست إلى
من باب الجهل واللعب يقال لعب فلان إذا كان فعله غير قاصد مقصدا ً صحيحا ً ..
فخلوا أفعالهم من المقصد النافع الصحيح المفيد ، يدل على أن افعالهم تتصف
باللعب فخلوا أفعالهم من المقصد النافع الصحيح المفيد ، يدل على أن افعالهم تتصف
باللعب إذا لا فائدة منها .
2/ قال تعالى : {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا
ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }الأعراف98
جاء في التفسير : وهم يلعبون أي في حال شغلهم وغفلتهم وجاء فيه ايضا ً :
وهم يلعبون أي يلهون من فرط الغفلة في مالا ينفع ، أو يشتغلون بما لا ينفعهم من
أمور الدنيا ، فإن من اشتغل بدنياه وأعرض عن اخرته فهو كاللاعب فاللعب مايشغل عما
ينفع ، أو مايجعل الإنسان غافلا ً عما ينفع من الأعمال .
3/ قوله تعالى : {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ } .
الانعام ايه 32
فتوصف الدنيا باللعب لما فيها من اشتغال عن الحق ، فاللعب هو : ما يشغل
النفس وينفرها عما تنتفع به .
4/ قال تعالى : {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا
لَهُ لَحَافِظُونَ }يوسف12
فاللعب في هذه الآيه أي ماتحدثت عنه من اللعب هو المعنى المقصود المتعارف
عليه عند الناس لـ ( اللعب ) : وهو الفعل الذي إذا عمله الإنسان يقال له ( لاعب )
، أو إذا أراد الإنسان أن يلهو يبعد عن الجد بعمل ما فإنه يمارس ( اللعب ).
قال الإمام الطبري في معناها : من قولهم رتع فلان في ماله . إذا لها فيه
ونعم أنفقه في شهواته حدثني احمد بن يوسف قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا حجاج عن
هارون قال : كان ابو عمرو يقرأ : نَرْتَعْ ونَلْعَبْ بالنون . قال: فقلت لأبي عمرو
: كيف يقولون نلعب وهم أنبياء ؟ قال : لم يكونوا يومئذ أنبياء .
حدثني محمد بن سعد قال :حدثني أبي قال : حدثني أبي عن أبيه , عن ابن عباس
قوله : ارسله معنا غداً يرتع ويلعب : يقول : يسعى وينشط .
قال ابن عباس :يرتع ويلعب , قال : يلهو وينشط ويسعى .
عن قتادة قوله : أرسله معنا غداً يرتع ويلعب , قال : ينشط ويلهو .
عن الضحك قوله : يرتع ويلعب قال :
يتلهى ويلعب . فقد جاء اللعب في الآية : دالاً على طلب النشاط باللهو
والحركة , ثم إن في اللعب الخروج عن مقتضى الجد من الأعمال , لذا جاء سؤال هارون لأبي
عمرو على وجه التعجب : بقوله : كيف يقولون نلعب وهم أنبياء ؟ إذ ليس من عادة وشأن
الأنبياء اللعب .
وكذا نقل ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة والضحاك و السدي
وغيرهم في معنى قوله تعالى :يرتع ويلعب أي :: يسعى وينشط .
وقال الإمام النسفي :ويلعب : ونلعب تفرج بما يباح كالصيد والرمي والركض .
فاللعب فعلٌ فيه فسح في للنفس وراحة بفعل تلهو به النفس وترتاح من عمل الجد .
وقال القاضي أبو السعود : ويلعب بالاستباق و التناضل ونظائرهما مما يعد من
باب التأهب للغزو , وإنما عبروا عن ذلك بالعب لكونه على هيئته تحقيقاً لما راموه
من استصحاب يوسف عليه السلام بتصويرهم له إذ اللعب في بصورة ما يلائم حاله عليه
السلام . فقد أخرج ما يستعان به على الغزو من حقيقة معنى اللعب , إذ اللعب في
معناه الحقيقي يدل على ما يتلهى يه مما لا ينفع في امور الجد كالغزو .
وقد فسر الإمام ابن الجوزي اللعب في الآيه باللهو , ولم ينكر يعقوب عليه
السلام على بنيه لكونهم غبر أنبياء, وقيل : لأن لعبهم كان مباحاً .
وجاء في تفسير اللعب : أي نعمل ما تشتهي الأنفس من المباحات تاركين
الجد,وهو كل ما فيه كلفة , ومشقة , فإن ذلك له سارّ وقال الإمام الألوسي : ويلعب ,
بالإستباق والإنتضال ( الرماية) ونحوهما مما يتدرب به لقتال العدو , وليس الماد
لعب ولهو , وإلا لم يقر عليه يعقوب عليه السلام وإنما عبروا عن ذلك به لكونه على
هيئته تحقيقاً لما راموه من استصحاب يوسف عليه السلام بتصويرهم له بصورة ما يلائم
حاله عليه السلام من صغر السن .
فالمتأمل في هذه المعاني , يجد أن اللعب يقصد به السعي والنشاط , وانه ضد
الجد وما ينفع من الأعمال غالباً , ومما يشغل عن الحق وما يفيد الإنسان في معايشه
.
وقد ورد لفظ اللعب في الحديث الشريف بما يدل عليه من معنى لغوي , ومن امثلة
ذلك : ما روي عن عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبدالله وجابر بن عمير
الأنصاريين يرميان فقال أحدهما لصاحبه : سمعت رسول الله صلى الله علي وسلم يقول :
كل شيءٍ ليس فيه ذكر الله فهو لعب ولهو إلا أربع : ملاعبة الرجل امرأته , وتأديب
الرجل فرسه , ومشيه بين الغرضين ( ما يرمي علي بالسهام ) , وتعليم الرجل السباحة .
فقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم لفظ اللعب واللهو , وبين أن ما ليس فيه
ذكر الله تعالى أو فائدة تعود على المسلم في دينه ودنياه فذلك لعب .
ثانياً : بيان معنى الرياضة لغة : الرياضة في اللغة ترويض الإنسان نفسه
وجسده لاكتساب صفات جديدة , تقوية للنفس أو الجسد .
والرياضة مأخوذة من الفعل ( راض ) ؛ جاء في القاموس المحيط : .. وراض المهر
رياضاً : ذلَّلَّه , فهو رائض , من راضةٍ ورُوّاض . وارتاض المهر : صار مروضاً ..
وراوضه : داره .
يعلم من هذا , أن الرياضة مكتسبة من تذليلٍ وتعلمٍ لأمر غير ملازم للإنسان
أو الحيوان ونحوهما بالفطرة أو أصل الخلقه , والله تعالى أعلم .
وذكر الرازي أن أصل الرياضة مأخوذ من ( روض ) , جاء في مختار الصحاح ..
وراض المهر يروضه , ( رياضاً ) , و ( رياضة ) فهو مروض ٌ . وناقة ( رَيِّضٌ
)بالتشديد أول ما ريضت وهي صعبة بعد .. ويقال أفعل ذلك ما دامت النفس ( مستريضة )
متسعة طيبة . وفلان ( يراوض ) فلاناً على أمر كذا أي يداريه ليدخله فيه . وعلى ذلك
, فإن الرياضة فيها تهذيب للنفس وتعويد لها على غير ما تعودت عليه أو انطبعت عليه
, ففيها اكتساب لا يأتي إلا بالمداراة والتدريب ونحو ذلك . وعليه, فالألعاب
الرياضية لغة: ترويض النفس باللعب تاريخ الرياضة منذ نشأتها
في العصور الماضية الطويلة لتطور البشرية اعترى مفهوم التربية الرياضية
الكثير من التغيرات ، وقد لعبت الكثير من المتغيرات والمعتقدات الدينة والثقافية
والفلسفات السياسية و الدراسات النفسية والبحوث العلمية والسلوكية دورا كبيرا في
تطوير مفهوم التربية الرياضية وكل مجتمع وله ظروفه الخاصة وهذا جانب من الأحداث
التاريخية لمفهومها :
أولا : التربية الرياضية في العصر البدائي :
التربية الرياضية بطبيعة الحال ليست مبتدعة بل قديمة قدم الإنسان ، ولم تكن
العصور الأولى تفكر في التربية الرياضية بالتفكير الموجود الآن ، هذا مع وجود
أنواع عديدة من التربية في عهدهم فقد كانت هذه الأنشطة من نظام أعمالهم اليومية ،
ويمكننا القول أن الإنسان الأول مارس التربية الرياضية بطريقة مباشرة و غير مباشرة
.
ثانيا : في العصور القديمة :
مما لا شك فيه أن الشرق الأقصى وبلاد البحر الأبيض هي من رفعت رايات
المدنية والتقدم وسوف نتناول بعض الدراسات في الدول العربية من جهة التربية
الرياضية :
أ - التربية الرياضية في الصين
بلاد الصين ذات وضع جغرافي ومناعة ولا توجد لها طموحات عسكرية كما هو الحال
مع جاراتها ولم تتصل بالعالم .
وقد كانت عبادة الأسلاف جزأ من حياتها الدينية ، والحرص على العادات
والتقاليد ، وبالرغم من الفلسفة التي كانت فيها توجد بعض الأدلة على وجود أنواع
مختلفة من الرياضات الموجودة حاليا كالمصارعة والملاكمة و البولو وشد الحبل
والألعاب المائية وكرة الطائرة والرقص والموسيقى والرماية بالنبال ولعبة ( تشي وي
إن ) وهي شبيهة القولف في كثير من النواحي ، وبطبيعة الحال فإن الصين هي بلد لعبة
( الكونج فو ) وهي تمرينات علاجية غرضها حفظ لياقة الجسم .
ب – في الهند القديمة
الهند القديمة تشبه الصين في كثير من النواحي ، وبالرغم من النواهي التي
كانت من تعاليم بوذا بالامتناع عن ممارسة الألعاب والتمتع بالنشاط البدني توجد
أدلة على أنها مارست ألعاب مثل الرشاقة وركوب الخيل والأفيال التي هي من ميزاتها
إلى الوقت الحالي ، والمصارعة الرقص وكان نظام (اليوجا) فريد من نوعه يشمل تمرينات
القوام والتنفس المنظم ، وكان على كل من يرغب ممارسة هذا النظام أن يتبع برنامجا
يشمل على 84 وضعا مختلفا للقوام ، وكلمة اليوجا تعني "اتحاد روح الإنسان
بالآلهة" .
ج – في مصر القديمة
اهتم المصري القديم بالرياضة باعتبارها جزأ من تعاليم دينه ، والآثار
القديمة للمصريين تثبت أنهم من أوائل الممارسين لكثير من الألعاب المعروفة الآن .
ويقال أن التربية الرياضية بمفهومها الحالي لم تكن في منهاج المدرسة
المصرية ، ولم تكن للدولة سياسة تجاهها ، بل يستمدها من حياته وأن ممارسيها من
أبناء الطبقة الفنية .
د – في بلاد فارس
كانت بلاد حربية وتسعى لبناء إمبراطورية عن طريق الاعتداء ومن المتبع في
بلاد فارس واعتبار الأولاد من سن السابعة ملكاً للدولة ، وفيما بين السابعة
والخامسة عشرة من العمر كان الأولاد يتلقون المبادئ الأساسية للتربية البدنية
والتربية العسكرية التي يحتاجها الجندي للقيام بأعبائه ، ويستمرون حتى سن الخمسين
وهكذا تمتعوا بالقوة القدرة القتالية .
هـ – في بلاد الإغريق
هو العصر الذهبي للتربية الرياضية على اعتبارهم بذلك ، فلقد حاولوا بلوغ
الكمال الجسماني وتعتبر التمرينات والموسيقى مهمة لذلك .
وكانت تقام مهرجانات كل أربع سنوات وذلك تقديسا للإله الأعظم ( زيوس ) في
منطقة البلوبونيزا إبتداء من عام 776 ق م ، وكانت تستغرق خمسة أيام وكانت
المسابقات الرياضية هي عماد تلك المهرجانات .
ولتكونها من عدة دويلات مستقلة كل منها بذاتها ،كان له
الأثر في مفهوم التربية عند كل دويله وأبرزها دويلتا أسبرطه وأثينا .